الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات كل التفاصيل عن علاقة الإرهابي احمد الرويسي بليلى الطرابلسي

نشر في  17 مارس 2015  (21:05)

رغم تأكيد مقتل التونسي أحمد الرويسي (48 عاما)، المتهم في العديد من القضايا الإرهابية بتونس في معركة بين تنظيم داعش، وقوات فجر ليبيا بسرت الليبية (شمال)، إلا أن الغموض مازال مستمرا حول حقيقة شخصية وأدوار أهم العناصر الإرهابية المطلوبة لدى الأمن التونسي.

 أحمد الرويسي أو "الصندوق الأسود للإرهاب"، كما يسميه البعض، المكنى بـ"أبو زكرياء التونسي" وأحد أمراء ولاية طرابلس في تنظيم داعش في ليبيا، تتهمه السلطات التونسية، باغتيال الشهيدين شكري بلعيد (يوم 6 فيفري 2013)، ومحمد البراهمي (يوم 25 جويلية من العام نفسه). حيث لم يكن الرويسي قبل الثورة التونسية سوى عرّافا له محل "قراءة الطالع" في شارع باب بنات في مدينة تونس العتيقة يُقدم في الصحف التونسية تحت اسم "ايليوس" وتتميز صورته بالشعر الطويل المعقوص (تصفيفة ذيل الحصان).

 في عام 2006 يبدو أن ليلى الطرابلسي زوجة المخلوع زين العابدين بن علي، رفعت عنه "حمايتها" فقبض عليه في قضية حيازة مخدرات وحكم عليه بالسجن 14 عاما، إلا أنه تمكن خلال ثورة جانفي 2011 من الفرار من سجن برج العامري القريب من العاصمة التونسية، ليظهر أول مرة ضمن المطلوبين في قضية اغتيال شكري بلعيد.

 ونشأ الرويسي في الضاحية الغربية لتونس العاصمة في مدينة طبربة بالتحديد في حي شعبي، ولا تعرف أشياء كثيرة عن عائلته سوى أن أخته زهرة الرويسي الناشطة في الجبهة الشعبية وعرفت بتصريحاتها النارية في الأيام القليلة بعد اغتيال بلعيد واختفت من المشهد الإعلامي، بعد أن أصبح معلوم للرأي العام أن أخوها متورط في اغتيال شكري بلعيد، الأمين العام للجبهة التي تنتمي إليها.

 وبحسب مصادر تونسية، فإن ما كان يميزه في حيه في مدينة طبلبة، هو انه كان صاحب ذكاء حاد، ولم تعرف له انتماءات أو ميول سياسية وقد يكون كل ما عرف عنه هو شربه للخمر. وبحسب الصحفي عمار النميري الذي جمعته علاقة صداقة سابقة مع الرويسي، فإن أحمد الرويسي كان يزور قصر قرطاج بشكل دوري لقراءة طالع السيدة الأولى، آنذاك، ليلى الطرابلسي، الأمر الذي وسع في دائرة معارفه وعلاقاته ودخله المادية، مما سمح له بالسكن في سيدي بوسعيد.

 الخبير الأمني يسري الدالي، قال في تصريحات تلفزيونية، إن أحمد الرويسي سجن مرارا بعد تورطه في تجارة المخدرات، وكان مسجونا وقت ثورة 2011، والوثائق الرسمية لوزارة الداخلية تقول إنه فر من السجن مع جملة الفارين من السجون في تلك الأيام، وهو ما تنفيه الوقائع التاريخية وعدد من المصادر الأمنية التي تؤكد أن السجن الذي كان الرويسي مودعا فيه وقت الثورة لم يهرب منه أي سجين، الأمر الذي طرح تساؤلات كثيرة عن خروجه من السجن أيام الثورة حينما عاشت البلاد حالة من الانفلات الأمني.

كما يذهب الدالي للقول بأن جهة شديدة النفاذ داخل الدولة (لم يسمها) قامت بإخراج أحمد الرويسي في تلك الأيام، وعملت على استغلال العلاقات التي أنشأها مع من التقاهم داخل السجن من ذوي التوجه السلفي لجعله يخترق تنظيم أنصار الشريعة عبر إقناعهم بأنه تاب وأنه نادم على ممارساته القديمة".

ويقدر الدالي أن الأجهزة التي كانت وراء الرويسي هي التي وجهته لاختراق السلفية الجهادية في تونس خاصة وإنها كانت مازالت في إطار التكوين وغير مؤطرة وأنه استطاع التغلغل في تنظيم أنصار الشريعة، واستقطاب عدد مهم من الشباب داخل التنظيم ومن هناك الانقلاب على القيادي بالتنظيم أبو عياض التونسي من داخل التنظيم وتوجيه التنظيم أو جزء منه بشكل سريع للعنف ومن ثم للاغتيالات السياسية.

في الأيام التي تلت اغتيال شكري بلعيد نشرت وزارة الداخلية عدد من الصور والأسماء للمتهمين كان أكبرهم سنًّا الرويسي وقُدِم كذلك على انه العقل المدبر، ومنذ ذلك الوقت أصبح الرويسي من أهم المطلوبين للأمن التونسي لم يمنعه هذا للتخطيط والمشاركة في تنفيذ اغتيال الشهيد البراهمي اختفى بعدها الرويسي تماما في ليبيا.

في ليبيا وبحسب مصادر أمنية للأناضول تركز نشاط الرويسي إثر وصوله بعد اغتيال البراهمي بين مدينتي مصاتة والعجيلات (غرب)، حيث قرر البقاء في المنطقة الغربية قريبا من الحدود التونسية كي يتسنى له التواصل مع شبكاته داخل تونس إذ كان عنصرا أساسيا في إدخال السلاح لتونس وكذلك في استقبال العناصر الإرهابية المطاردة من قبل الأمن التونسي، على عكس أبو عياض الذي استقر آنذاك في درنة في أقصى الشرق الليبي  وأبو بكر الحكيم القيادي بالتنظيم، الذي توجه إلى سوريا لالتحاق بداعش حيث تفيد مصادر كثيرة أن التحاقه بداعش يعتبر من إحدى نقاط الخلاف بينه وبين أبو عياض الذي مازال ولائه لتنظيم "القاعدة".

وظهر اسم الرويسي في الإعلام عدد من المرات كان أهمها اثر عملية سيدي علي بن عون في أكتوبر 2013 التي قتل فيها ضابطان بالحرس الوطني هما الشهيدين النقيب عماد حيزي والملازم الأول سقراط الشارني و4 آخرين من رجال الأمن في كمين نصبه "إرهابيون" بحسب السلطات التونسية.

المرة الثانية كان منذ أسابيع عندما صرح رضا البوكادي السفير التونسي السابق في ليبيا بأن الحكومة التونسية السابقة برئاسة المهدي جمعة، تم إعلامها أن السلطات الليبية ألقت القبض على الرويسي وأنها مستعدة لتسليمه ولكنها لم ترد وتجاهلت الأمر مما طرح تساؤلات كبيرة حول هذا الأمر وحول الشخص.

وبعد حياة درامية حافلة بالتناقضات، نشر موقع "أفريقيه" للإعلام المقرب من تنظيم "داعش" (فرع التنظيم في ليبيا)، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، أمس الإثنين، نبأ مقتل الرويسي الذي لقبه بـ"أبو زكريا التونسي"، ووصفه بأنه أحد "أمراء داعش". وأكدت مصادر مقربة من عائلة الرويسي صحة الصور التي تداولها موقع مقرب من تنظيم "داعش" تظهر مقتل الرويسي في معارك شمالي ليبيا. 

المصريين